- الإدراكات خمسة: أحدها البصر المتعلّق بقبيل المرئيّات، و الثاني السمع المتعلّق بالأصوات، و الثالث: الإدراك المتعلّق بالرّوائح، و الرابع: الإدراك المتعلّق بالطعوم، و الخامس: الإدراك المتعلّق بالحرارة و البرودة و اللين و الخشونة (ج، ش، 162، 5) / (موسوعة مصطلحات علم الکلام الإسلامي , ج1 , ص63)
- إن الإدراكات التي تسمّى العلوم إنما هي لأشياء هي في المحسوسات غير كائنة و لا فاسدة إلا بالعرض و هي المعاني الكلّيات التي يدركها العقل فيها و هي الصور. و أما الإدراكات التي تكون للكائنة الفاسدة و هي الأشخاص المجتمعة من المادة و الصورة فإن ذلك ليس هو علما و إنما هو خيال لها (ش، ت، 116، 6) - الإدراكات فإن فيها جزئية و كلّية، أما الجزئية فتحت الكلّية، و أما الكلّية فهي فعل العقل (ش، سط، 118، 23) / (موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب , ج1 , ص34)
الإدراكات (أقسام العلوم)
خاتمة في شرح ألفاظ مستعملة في هذا الباب متقاربة المفهوم، يظنّ بها أنّها مترادفة. و هي كثيرة: منها الإدراك. و هو اللّقاء و الوصول. فالقوّة العاقلة إذا وصلت إلى ماهيّة المعقول و حصّلتها كان ذلك إدراكا لها من هذه الجهة. و منها الشّعور. و هو إدراك بغير استثبات. و هو أوّل مراتب وصول العلم إلى القوّة العاقلة. و كأنّه إدراك متزلزل. و منها التّصوّر. إذا حصل وقوف القوّة العاقلة على المعنى و إدراكه بتمامه، فذلك هو التّصوّر... و عند الحكماء موضوعة لعدّة معان، لكنّها مشتركة في معنى واحد، هو ما به يصير الشّيء بالفعل هو ذلك الأمر. و منها الحفظ. فإذا حصلت الصّور في العقل و تأكّدت، و استحكمت و صارت بحيث لو زالت لتمكّنت القوّة العاقلة من استرجاعها، و استعوادها سمّيت تلك الحالة حفظا. و اعلم أنّ نسبة الحفظ إلى الإدراك كنسبة الفعل إلى القبول... و منها التّذكّر. و هو أنّ الصّورة المحفوظة إذا زالت عن القوّة العاقلة فإذا حاول الذّهن استرجاعها فتلك المحاولة هو التّذكّر. و منها الذّكر. الصّورة الزّائلة إذا عادت و حضرت، سمّي وجدانها ذكرا. و إن لم يكن الإدراك مسبوقا بالزّوال لم يسمّ ذكرا. و منها المعرفة. و قد اختلفت الأقوال في تفسيرها: فمنهم من قال: إنّها إدراك الجزئيّات، و العلم إدراك الكلّيّات. و آخرون قالوا: إنّها التّصوّر، و العلم هو التّصديق. و هؤلاء جعلوا العرفان أعظم رتبة من العلم... و منها الفهم. و هو تصوّر الشّيء من لفظ المخاطب. و الإفهام هو إيصال المعنى باللّفظ إلى فهم السّامع. و منها الفقه. و هو العلم بغرض المخاطب من كلامه. و منها العقل. و يقال على أنحاء كثيرة: هو العلم بمصالح الأمور و منافعها و مضارّها، و حسن أفعالها و قبحها (الجمهور). قوّة النّفس الّتي يحصل بها للإنسان، اليقين بالمقدّمات الكلّيّة الصّادقة الضّروريّة، لا عن قياس و فكر، بل بالطّبع و الفطرة (الفلاسفة في كتب البرهان). ما يذكر في كتب الأخلاق المسمّى بالعقل العمليّ... و منها الحكمة. و هي أيضا تطلق على معان: فتارة يطلق اسمها لكلّ علم حسن و عمل صالح. و تارة تطلق على نفس العمل. ثمّ قد حدّت الحكمة بأقوال مختلفة: فقيل: هي معرفة الأشياء. و قيل: الحكمة هي الإتيان بالفعل الّذي له عاقبة محمودة. و قالت الفلاسفة: الحكمة هي التّشبّه بالإله بقدر الطّاقة البشريّة في العلم و العمل... و منها الدّراية. و هي المعرفة الحاصلة بضرب من الحيلة. و هو تقديم المقدّمات و استعمال الرّويّة. و منها الذّهن. و هو قوّة النّفس على اكتساب العلوم الّتي هي غير حاصلة... لا بدّ للنّفس من أن تكون متمكّنة من تحصيل المعارف و العلوم. و ذلك التّمكن هو هيئة استعداديّة للنّفس لتحصيل هذه المعارف، و هي الذّهن. و منها الفكر. و هو انتقال النّفس من المعلومات التّصوّريّة و التّصديقيّة الحاضرة فيها إلى مجهولاتها المستحضرة. و منها الحدس. و لا شكّ أنّ الفكر لا يتمّ إلاّ بوجدان شيء متوسّط بين طرفي المجهول، لتصير النّسبة المجهولة معلومة... و النّفس حال كونها جاهلة كأنّها واقعة في ظلمة ظلماء، فلا بدّ من قائد يقودها، أو روزنة يضيء لها موضع قدمها. و ذلك الموضع هو الحدّ المتوسّط بين الطّرفين. و تلك الروزنة هو التّحدّس بذلك دفعة. فاستعداد النّفس لوجدان ذلك المتوسّط بالتّحدّس هو الحدس. و منها الذّكاء. و هو شدّة هذا الحدس و كماله و بلوغه. و ذلك لأنّ الذّكاء هو الإمضاء في الأمور و سرعة القطع بالحقّ. و منها الفطنة. و هي عبارة عن التّنبّه بشيء قصد تعريفه. و لذلك أنّها تستعمل في الأكثر في استنباط الأحاجي و الألغاز. و منها الخاطر. و الخطور حركة النّفس لتحصيل الدّليل. و في الحقيقة ذلك المعلوم هو الخاطر بالبال و الحاضر في النّفس، إلاّ أنّ النّفس لمّا كانت محلاً لذلك المعنى الخاطر، جعلت خاطرا تسمية للمحلّ باسم الحالّ. و منها الوهم. و هو الاعتقاد المرجوح. و قد يقال: إنّه عبارة عن الحكم بامور جزئيّة غير محسوسة لأشخاص جزئيّة جسمانيّة، كحكم السّخلة بصداقة الأمّ و عداوة الذّئب. و قد يطلق على القوّة الّتي تدرك هذا المعنى. و هي الواهمة. و منها الظّنّ. و هو الاعتقاد الرّاجح. و هو متفاوت الدّرجات قوّة و ضعفا. ثمّ إنّ المتناهي في القوّة قد يطلق عليه اسم العلم. و منها الرّويّة. و هي ما كان من المعرفة بعد فكر كثير. و منها الكياسة. و هي تمكّن النّفس من استنباط ما هو أنفع للشّخص. و منها الخبر- بالضّمّ- و هو معرفة يتوصّل إليها بطريق التّجربة و التّفتيش. و منها الرّأي. و هو إجالة الخاطر في المقدّمات الّتي يرجى منها إنتاج المطلوب. و قد يقال للقضيّة المنتجة من الرّأي: رأي. و الرّأي للفكرة كالآلة للصّانع. و منها الفراسة. و هي الاستدلال بالخلق الظّاهر على الخلق الباطن... فكأنّ الفراسة اختلاس المعارف. و ذلك ضربان: ضرب يحصل للإنسان عن خاطر لا يعرف له سبب، و ذلك ضرب من الإلهام، بل ضرب من الوحي... و ضرب آخر ما يكون بصناعة و تعلّم، و هي الاستدلال بالأشكال الظّاهرة على الأخلاق الباطنة. (الحكمة المتعالية 507/4-519) ← الإدراك، التّذكّر، التّصوّر الحدس، الحفظ، الحكمة، الدّراية، الذّكاء، الذّكر، الذّهن، الرّأي، الرّويّة، الشّعور، الظّنّ، العقل، العلم، الفطنة، الفكر، الفهم، الكياسة، المعرفة، الوهم. / (شرح المصطلحات الفلسفیة , ج1 , ص11)