إطراق

إطراق در اصطلاح

إطراق
أوّلا - التعريف: *لغة: الإطراق - وزان إفعال - من طرق، و هي كما قال ابن فارس: «[على] أربعة اصول: أحدها: الإتيان مساء. و الثاني: الضرب. و الثالث: جنس من استرخاء الشيء. و الرابع: خصف شيء على شيء. فالأوّل: الطروق، و يقال: إنّها إتيان المنزل ليلا...و الأصل الثاني: الضرب... و يقال: طرق الفحل الناقة طرقا، إذا ضربها، و طروقة الفحل: انثاه...» . و طرق القوم يطرقهم طرقا و طروقا: جاءهم ليلا. و طروقة الفحل: انثاه، و إطراق الفحل: إعارته للضراب، و أطرق رأسه، أي أماله و أسكنه، و أطرقوا وراءكم، أي استتروا بكم . *اصطلاحا: و لا يوجد عند الفقهاء اصطلاح خاص هنا، بل يستعملونه بنفس المعاني اللغوية؛ لهذا جاء الحديث عن الإطراق في الفقه بمعان ثلاثة: 1 - إمالة الرأس، و هذا ما بحثوه في قيام الصلاة و الخروج للاستسقاء. 2 - طروقة الأهل و جماعهم، و هذا ما تعرّضوا له في باب النكاح. 3 - دخول المسافر على أهله ليلا، و هذا ما بحثوه أيضا في باب النكاح. ثانيا - الحكم الإجمالي و مواطن البحث: يختلف حكم الإطراق بحسب موارده المختلفة على ما يأتي: 1 - إطراق الرأس: أ - في الصلاة: تعرّض الفقهاء عند البحث عن وجوب القيام في الصلاة و ما يتعلّق به من الانتصاب و الاستقلال إلى أنّه يجوز إطراق الرأس حال القيام؛ لأنّه غير مناف للقيام و لا لصدقه . بل ذهب بعضهم إلى استحباب إرخاء الذقن على الصدر ، و هو مستلزم للإطراق .خلافا للمحكي عن ظاهر الشيخ الصدوق من وجوب انتصاب العنق و بطلان الصلاة بالإطراق . و لعلّ مستند الصدوق مرسلة حريز عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قلت له: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ اِنْحَرْ ، قال: «النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه و نحره...» .على أساس أنّ إقامة النحر تعني رفع العنق. و ربما لهذا جعل بعض الفقهاء الرواية - لمكان إرسالها، مع ضعف دلالتها عندهم - دليلا على أفضلية إقامة النحر من إطراق الرأس . (انظر: قيام) ب - حين الخروج لصلاة الاستسقاء: صرّح بعض الفقهاء بأنّه يستحبّ للناس إذا خرجوا لصلاة الاستسقاء أن يكونوا حفاة في ثياب بذلة، مطرقي رءوسهم، مستغفرين من ذنوبهم . (انظر: صلاة الاستسقاء) 2 - إطراق الأهل و مقاربتهم: يستفاد من بعض الأخبار استحباب كثرة طروقة الأهل، و المراد منه كثرة الجماع و غشيان الرجل أهله، فقد ورد في بعض النصوص أنّها من سنن المرسلين أو أخلاق الأنبياء أو علامة ازدياد الإيمان. منها: خبر معمّر بن خلاّد، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السّلام يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر، و إحفاء الشعر، و كثرة الطروقة» . و منها: خبر الحسن بن الجهم أنّه قال: رأيت أبا الحسن عليه السّلام اختضب - إلى أن قال: - ثمّ قال: «إنّ من أخلاق الأنبياء التنظّف و التطيّب و حلق الشعر و كثرة الطروقة» . و ورد أيضا أنّه يحصّن الإنسان و يحفظه عن الانحراف، ففي رواية مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السّلام قال: قيل له:...فما بال المؤمن قد يكون أنكح شيء؟ قال: «لأنّه يحفظ فرجه عن فروج لا تحلّ له لكيلا تميل به شهوته هكذا و هكذا، فإذا ظفر بالحلال اكتفى به و استغنى عن غيره» . (انظر: نكاح، وطء) 3 - إطراق المسافر أهله ليلا: ذكر بعض الفقهاء أنّه يكره للمسافر إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلا، بل ينبغي أن ينام خارج داره ثمّ يدخل نهارا ؛ استنادا إلى رواية عبد اللّه بن سنان عن الصادق عليه السّلام، قال: «يكره للرجل إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلا حتى يصبح» . و قيّد بعضهم الكراهة بعدم إعلامهم بالحال، و بما إذا كان بعد المبيت و غلق الأبواب، و أنّ المراد من الأهل الزوجة، بينما قال بعض: مقتضى إطلاق الرواية عدم الفرق بين أن يعلمهم قبل الليل و عدمه، و شموله لمجموع الليل و عدم اختصاصه بما بعد مبيتهم، و عدم الفرق بين كون الأهل زوجة و غيرها . (انظر: سفر، نكاح) / (موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البیت علیهم السلام , ج14 , ص40)